أخر الأخبار

الاثنين، 3 ديسمبر 2018

عمر الأمة بعد النبوة في 4 مراحل و 4 فتن فتنة الدهيماء و الدخان و الكوكب ذو الذنب

عمر الأمة بعد النبوة في 4 مراحل و 4 فتن فتنة الدهيماء و الدخان و الكوكب ذو الذنب




أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ﴿١٠﴾ يَغْشَى النَّاسَ هَـذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١١﴾ رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾ أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ ﴿١٣﴾ ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ ﴿١٤﴾ إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ ﴿١٥﴾ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ ﴿١٦﴾
استنتجنا سابقاً أن الدخان المبين الذي سيملأ ما بين المشرق والمغرب و يمكث أربعين يوماً و ليلة كما وصفه رسول الله صلى الله عليه و سلم سيحدث بسبب مذنّب كبير آتٍ من السماء يدخل المجال الجوي للأرض و يصطدم بها
فجملة (تأتي السماء بدخان) تفصح بوضوح على أن مصدر الدخان من السماء و ليس من الأرض ، و هذا لا يحدث إلا بسبب مذنّب آتٍ من السماء ، بينما الدخان الناتج عن حرب نووية ، أو المنبعث من البراكين الثائرة يكون مصدره من الأرض
وتساءلت هل يوجد آيات قرآنية أخرى أو أحاديث نبوية تعزز هذا الرأي ؟
في المنشور رقم 30 من هذه السلسلة الذي بعنوان فتنة الدهيماء و هارمجيدون أخبرتكم عن موقعنا الحالي على الخط البياني للزمان ، و أين نحن الآن ، و أن الأرض - هذا الكائن الحي - على وشك أن تتبدل و تتغير الجغرافيا و التضاريس و تنقلب موازين القوى
نحن اليوم نشهد احتضار الأرض التي تعودنا عليها و نرتقب عملية تلقيح لأرض جديدة ، ستولد من رحم هذا العالم الذي ملئه العفن بعد أن يلقحها و يطرق غلافها الجوي النجم الثاقب ذو الذنب ، كما تطرق النطفة الذكرية ذات الذنب الغلاف الخلوي للبويضة الأنثوية كي تلقحها
وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ *
إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ * فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ *
خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ *
إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ * يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ
سورة الطارق تشرح العلاقة بين المذنب و عملية التلقيح لاستيلاد عالم جديد
و للقراء الجدد الذين لا يعرفون عن ماذا أتحدث ، وما هي العلاقة بين الطارق و الدخان يرجى العودة إلى هذا المنشور القديم بعنوان المهدي و سورة الطارق كي لا أكرر ما سبق شرحه
https://elnehia.blogspot.com/2018/12/tarek.html
بعد ذلك لنقرأ الآن هذا الأثر المنسوب إلى الصحابي الجليل ابن عباس و هو المعروف عنه أنه حبر الأمة و ترجمان القرآن



عَن عَبدِ اللَّهِ بنِ أَبِي مُلَيكَةَ قَالَ:
غَدَوْتُ عَلَى ابنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ: مَا نِمْتُ اللَّيْلَةَ حَتَّى أَصْبَحْتُ.
قُلْتُ: لِمَ؟
قَالَ: قَالُوا طَلَعَ الْكَوْكَبُ ذُو الذَّنَبِ ، فَخَشِيتُ أَنْ يَكُونَ الدُّخَانُ قَدْ طَرَقَ فَمَا نِمْتُ حَتَّى أَصْبَحْتُ.
قال ابن كثير: هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما ، وَهَكَذَا قَوْلُ مَنْ وافقه من الصحابة والتابعين
في هذا الأثر الصحيح يربط ابن عباس رضي الله عنهما بشكل واضح ما بين ظهور كوكب ذو ذنب في السماء (أو مُذنَّب ) و بين تحقق آية الدخان المبين ، وهذا هو سبب تخوفه ، وعدم نومه الليل لأن الدخان هو أول العلامات الكبرى للساعة ، و رؤية الناس لاقتراب مذنب من الأرض يعني أنه آن الأوان لترقب يوم تأتي السماء بدخان مبين
ولا بد أن يكون ابن عباس قد توصل إلى هذا الربط ما بين اقتراب مذنب من الأرض و ما بين تحقق آية الدخان بسبب شيء سمعه من رسول الله صلى الله عليه و سلم ولاحظوا أن حبر الأمة ابن عباس استخدم الفعل (طرق) ليصف به دخول المذنب إلى المجال الجوي للأرض وإحداث الدخان
" قَالُوا طَلَعَ الْكَوْكَبُ ذُو الذَّنَبِ ، فَخَشِيتُ أَنْ يَكُونَ الدُّخَانُ قَدْ طَرَقَ فَمَا نِمْتُ حَتَّى أَصْبَحْتُ "



إذن دخول المذنّب الطارق للمجال الجوي للأرض هو الذي سيسبب الدخان ، وسيترافق ذلك طبعاً بصوت طرق عنيف جداً في السماء مع اقترابه من مدار الأرض بسرعة ، و دورانه حول محيطها عدة مرات قبل أن تشده جاذبيتها و تجعله يثقب غلافها الجوي و بسرعة هائلة تكسر جدار الصوت عدة مرات ، ومع اختراق المذنب للغلاف الجوي ستصدر صيحة قوية أو هدة
هذا الصوت سيكون في رمضان كما تعلمون من بعض الآثار التي تتحدث عن الهدة في رمضان قبل بضعة شهور من مبايعة المهدي في مكة خلال شهر محرم التالي ، ورغم أني حسب المنهجية التي أتبعها لا ألتفت كثيراً للحشو و للتفاصيل التي تحويها هذه الأحاديث الضعيفة ، و يهمني منها فقط العنوان العريض المتمثل بحدوث حدث كوني أو صيحة في رمضان في السنة التي من المفترض أن يبايع فيها المهدي ، لأن العنوان العريض هو شيء منطقي عقلاً ونقلاً ، وهناك إشارات تؤيده من الأحاديث الصحيحة بل و من القرآن ، فرمضان هو الشهر الذي تبتلى و تختبر به السرائر ، والموعد الذي يحدده القرآن لرجعة المذنب الطارق مرة أخرى كي يثقب الغلاف الجوي للأرض هو يوم تبلى السرائر
و لو تأملت سورة الدخان ستجد أنها تبدأ بذكر شهر رمضان و ليلة القدر التي أنزل فيها القرآن و تصف ذلك الحدث بالإنذار وهذا شيء لافت للنظر أن يتم الربط بين نزول القرآن و الإنذار في بداية سورة الدخان
و التأكيد أن الذي أرسل جبريل بالقرآن في رمضان ، سيرسل المذنب في نفس الشهر المبارك لأنه رب السموات و الأرض ( وما بينهما)
و لاحظوا عبارة (ما بينهما ) التي تتكرر مرتين في سورة الدخان لو قرأتموها بتمعن ، فالمذنب هو جرم يتحرك مابين السماء و الأرض و ليس له المسار الثابت و المعروف لبقية الأجرام السماوية الأخرى من نجوم و كواكب و لاحظوا التأكيد في الآيات الأولى للسورة على أن الله يحي و يميت ، وان هذا المذنب فيه الموت لأرض ملئها الفساد ، و الحياة لأرض جديدة تخرج من رحم الأرض السابقة ، لها تضاريس جديدة و ربما قارات جديدة
﴿ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾

حم ﴿١﴾
وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ ﴿٢﴾
إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ ﴿٣﴾
فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴿٤﴾
أمْرًا مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ ﴿٥﴾
رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿٦﴾
رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ ﴿٧﴾
لَا إِلَـهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ ﴿٨﴾
بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ ﴿٩﴾
فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ﴿١٠﴾
يَغْشَى النَّاسَ هَـذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١١﴾



إذن المذنب سيطرق في رمضان و سيؤدي إلى هدة أو صيحة و هذا هو المهم ، بغض النظر عن التفاصيل الأخرى الركيكة التي يتضمنها الحديث الضعيف الذي يتحدث عن الهدة في رمضان ، وهذه التفاصيل تجذب عادةً الأشخاص الذين يتبعون منهجية أصحاب البقرة في التركيز على القشور و يهملون الجوهر ، ما لونها ، وما شكلها إن البقر تشابه علينا
سيطرق المذنب الأرض في شهر رمضان -الشهر الذي تبتلى به السرائر ، الشهر الذي أنزل فيها القرآن رحمةً ، وفرقاناً ، ونذيراً ، وسيؤدي ذلك إلى صيحة في المناطق البعيدة عن مكان ارتطامه ، أي في المشرق ، و إلى اختفاء تام للحياة في المناطق التي سيضربها - وأعني قارة أمريكا ، أو عاد الثانية
و يجب أن لا تنسوا أننا هنا نتحدث عن كتلة صخرية عملاقة بحجم قارة تسقط من السماء ، وليس عن برميل من براميل بشار ، أو القنابل العنقودية لإسرائيل ، و لا حتى أكبر الصواريخ الأمريكية و أكثرها فتكاً و تدميراً لكن يبقى السؤال هل القرآن اقتصر فقط على ذكر الآثار الفيزيائية العنيفة التي يسببها دخول المذنب إلى الغلاف الجوي للأرض من دخان ، و صيحة ، و طرق و ثقب ؟
أم أن القرآن ذكر الكوكب ذو الذنب بصراحة أيضاً ؟
لنقرأ هذه الآية في أواخر سورة الذارايات
فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ (59) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (60)
هذه الآية تتحدث عن إنذار و وعيد بعذاب مستقبلي سيصيب الظالمين الذين طغوا في الأرض و تفرعنوا في آخر الزمان و سيكون نصيبهم من العذاب يشبه نصيب أصحابهم من الأقوام البائدة الكافرة التي أهلكها الله .        ( ولاسيما فرعون و جنوده ) فلا يستعجلوا ذلك العذاب لأنه واقع بهم لا محالة ، بل إن هذا العذاب بالذَنوب (بفتح الذال ) له موعد مرتقب و لن يأتي بغتةً
ولكن ماذا تعني كلمة ( ذَنُوب ) بفتح الذال في هذه الآية ؟
وما العلاقة ما بين كلمة ذَنوب الواردة بالقرآن و كلمة الكوكب ذو الذَنَب و هو الاسم القديم للجرم السماوي الذي يعرف في أيامنا هذه باسم المُذنَّب ؟



في معظم التفاسير القديمة نجدهم يفسرون كلمة ذنَوب : بمعنى طَرَف أو نصيب من العذاب ولكن إذا بحثت عن معنى كلمة ذَنَوب بفتح الذال في لسان العرب ستجد المعاني التالية :
الفرس الذَنوب : هي الفرس طويل الذنب ، وافر شعر الذيل
يوم ذَنَوب : يومٌ طَوِيلُ الشَّر لَا يَنْقَضِي ، كأَنه طَوِيلُ الذَّنَبِ.
و الذنوب هو الدلو المربوط بحبل طويل و الذي يلقى في الجب أو البئر للحصول على نصيب من الماء ، و يسمى ببعض اللهجات المحلية بالقادوس ، و إذا تخيلت دلو مربوط بحبل طويل كأنه الذيل ، تجد أنه يشبه المذنب أي أن لفظة ذَنوب عند العرب تستعمل لوصف شيء طويل الذنب ، ومنها الجرم السماوي المسمى بالمذنب بأيامنا هذه
إذن ؛ الدخان المبين و آثاره الفيزيائية و أسبابه كلها مذكورة بوضوح في القرآن والأحاديث النبوية و آثار الصحابة وهذا شيء ضروري لأن هذه العلامة وصفها الله بأنها علامة مبينة ، أي علامة لا يجب أن يكتنفها الغموض ، لذلك طلب منا ترقبها و أكد على ذلك مرتين في سورة الدخان ، لذلك يجب أن يحفظ كل ما يتعلق بها ، لأنها الإنذار الأخير لكل البشرية قبل إقفال باب التوبة و البطشة الكبرى
و بما أنها علامة كونية تتعلق بكل الناس فهل تم حفظ ما يتعلق بالدخان في الكتب السماوية الأخرى ؟
هل الدخان مذكور سواء في العهد القديم أو العهد الجديد للكتاب المقدس ؟
لنقرأ هذا النص من إنجيل متى الذي يخبر به المسيح بن مريم عن العلامات و الأمور التي ستسبق مجيئه الثاني
وهو أيضاً موجود بصياغة لفظية أخرى في إنجيلي مرقص و لوقا
- وفيما كان يسوع جالساً على جبل الزيتون تقدم إليه الحواريون على انفراد و سألوه: قل لنا يا معلم متى يكون هذا وما هي علامة مجيئك وانقضاء الدهر؟
فأجاب يسوع : انظروا ، لا يُضلكم أحد !
فإن كثير من الدجالين سيأتون باسمي قائلين أنا هو المسيح ويُضلون كثيرين
- و سوف تسمعون بحروب وأخبار حروب ، انظروا لا ترتاعوا لأنه لا بُدّ أن تكون هذه كلها ، ولكنها ليست النهاية بعد , لأنه تقوم أُمّة على أُمّة ، ومملكة على مملكة ، و تكون مجاعات وأوبئة وزلازل في أماكن , وكل هذا هو مُبتدأ الأوجاع( أو : الضيقة العظيمة)
* مبتدأ الأوجاع أو الضيقة العظيمة - بالمناسبة - هي إحدى مراحل فتنة الدهيماء العامة و التي ستصيب العالم المسيحي أيضاً وتدوم عندهم 7 سنوات *
- حينئذ يسلمونكم إلى ضيق ويقتلونكم ويكون المؤمنون بابن الإنسان مبغضين من جميع الأُمم ..
وحينئذ يعثر كثيرون ويُسلمون بعضهم بعضاً ويُبغضون بعضهم بعضاً.
- فمتى نظرتم رجسة الخراب التي قال عنها دانيال النبي قائمة في المكان المقدس حيث لا ينبغي ( أن تُـقام )
* إشارة إلى إقامة الهيكل اليهودي الثالث في مكان المسجد الأقصى *
- فحينئذ ليهرب الذين في اليهودية إلى الجبال والذي على السطح فلا ينزل ليأخذ من بيته شيئاً , والذي في الحقل فلا يرجع إلى ورائه ليأخذ ثيابه , وويل للحبالى والمُرضعات في تلك الأيام
* اليهودية هو الاسم القديم لمنطقة الضفة الغربية بفلسطين *
- وطوال فترة من الوقت بعد ضيق تلك الأيام ستظلم الشمس ، والقمر لا يُعطي ضوءه ، والنجوم تسقط من السماء وقوّات السماء تتزعزع
- وحينئذ تظهرعلامات ابن الإنسان في السماء.
إنجيل (متّى )




لمن أراد المزيد يمكنه مراجعة هذا المنشور القديم عن علامات آخر الزمان في الإنجيل
لكن لنركز هنا فقط على المقطع قبل الأخير من النص السابق و هو المقطع الذي يعقب إقامة كنيس الخراب حيث يقول المسيح أن الشمس ستظلم و كذلك القمر لفترة من الوقت ، وسوف تتساقط شهب أو نجوم من السماء.             " و طوال فترة من الوقت بعد ضيق تلك الأيام ستظلم الشمس ، والقمر لا يُعطي ضوءه ، والنجوم تسقط من السماء وقوّات السماء تتزعزع "
ما التفسير العلمي الوحيد لهذه الظاهرة البصرية و الفلكية التي يقولوها المسيح ؟
انحجاب ضوء الشمس و القمر معاً لفترة طويلة من الوقت لا يمكن أن يحدث إلا بسبب الدخان الذي يملأ الغلاف الجوي أما النجوم التي تتساقط من السماء فهي عبارة عن الصخور الموجودة في ذنب المذنب و التي تنهمر كالشهب على الأرض و تشتعل لدى احتكاكها بطبقات الغلاف الجوي العليا فتبدو للعيان كأنها نجوم تتساقط من السماء و في هذا المقطع أيضاً يحدد المسيح عليه السلام موعد قدوم المذنب بعد فترة و جيزة من إقامة كنيس الخراب (أو الهيكل اليهودي الثالث ) على خرائب المسجد الأقصى (حيث لا ينبغي له أن يقام ) كما أنه أيضا يُحذر من ظهور الدجال وهو الحبة التالية من عقد الآيات العشر الكبرى للساعة " لا يُضلكم أحد ! فإن كثير من الدجالين سيأتون باسمي قائلين أنا هو المسيح ويُضلون كثيرين"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


النص السابق موجود في إنجيل متى من العهد الجديد ، لنقرأ الآن نص آخر من الكتاب المقدس- العهد القديم
17 يَقُولُ اللهُ : فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ سَأَسْكُبُ رُوحِي عَلَى جَمِيعِ الْبَشَرِ، فَيَتَنَبَّأُ بَنُوكم وَبَنَاتُكُمْ، وَيَرَى شَبَابُكُمْ رُؤى، وَيَحْلُمُ شُيُوخُكُمْ أَحْلاَماً.

18 فِي تِلْكَ الأَيَّامِ أُفِيضُ مِنْ رُوحِي عَلَى عَبِيدِي كلهم ، رِجَالاً وَنِسَاءً ، فَيَتَنَبَّأُون .
19 سَأُجْرِي عَجَائِبَ فَوْقُ - فِي السَّمَاءِ - وَعَلاَمَاتٍ تَحْتُ - عَلَى الأَرْضِ- حَيْثُ يَكُونُ دَمٌ وَنَارٌ وَدُخَانٌ كثيف
20 وَقَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمُ الرَّبِّ، ذلِكَ الْيَوْمُ الْعَظِيمُ الشَّهِيرُ، سَتُظْلِمُ الشَّمْسُ، وَيَتَحَوَّلُ الْقَمَرُ إِلَى لَوْنِ الدَّمِ.
يوئيل النبي / آيات (17-20)


تبدأ هذه الآيات بجملة يقول الله ، أي أن الكلام التالي حسب يوئيل النبي المفروض أنه كلام الله
وهي تتحدث عن علامات ستحدث في آخر الزمان 17 يَقُولُ اللهُ : فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ سَأَسْكُبُ رُوحِي عَلَى جَمِيعِ الْبَشَرِ، فَيَتَنَبَّأُ بَنُوكم وَبَنَاتُكُمْ، وَيَرَى شَبَابُكُمْ رُؤى، وَيَحْلُمُ شُيُوخُكُمْ أَحْلاَماً. 18 فِي تِلْكَ الأَيَّامِ أُفِيضُ مِنْ رُوحِي عَلَى
عَبِيدِي كلهم ، رِجَالاً وَنِسَاءً ، فَيَتَـنَبَّأُون .
هذه الآيات تشير إلى ظاهرة أخبر بها أيضاً رسول الله صلى الله عليه و سلم أنها ستحدث للمؤمنين في آخر الزمان ( رجالاً و نساءً ، وشيوخاً و شباباً ) و هي الرؤيا الصادقة
قال صلى الله عليه وسلم : " إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثاً ورؤيا المسلم جزء من خمس وأربعين جزءاً من النبوة "
قال الحافظ بن حجر : معنى كون رؤيا المؤمن في آخر الزمان لا تكاد تكذب : أنها تقع غالباً على صفة واضحة المعنى لا يحتاج معها إلى تعبير فلا يدخلها الكذب بل تكون صادقة غير كاذبة - كفلق الفجر - لأنها طابقت الواقع بخلاف الرؤى الأخرى فإنها قد يخفى تأويلها فيعبرها المفسرون فلا تقع كما عبّروا فتكون كاذبة غير صادقة والحكمة في اختصاص ذلك بآخر الزمان أن عباد الله في ذلك الوقت يكونون غرباء كما في الحديث {بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا} فتكون الرؤيا الصادقة أنيس المؤمن وعوناً يثبته على الحق وتبشره به" . انتهى كلام الحافظ بن حجر.
إذن ؛ المعنى الذي تقدمه لنا هذه الآيات من الكتاب المقدس متوافق تماماً مع الأحاديث الصحيحة في الإسلام و لا خلاف عليه ، أي أنها من الآيات التي سلمت من التحريف في التوراة
لنقرأ بعد ذلك بقية الآيات من سفر يوئيل النبي 19 سَأُجْرِي عَجَائِبَ فَوْقُ فِي السَّمَاءِ وَعَلاَمَاتٍ تَحْتُ عَلَى الأَرْضِ، حَيْثُ يَكُونُ دَمٌ وَنَارٌ وَدُخَانٌ كثيف 20 وَقَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمُ الرَّبِّ ، ذلِكَ الْيَوْمُ الْعَظِيمُ الشَّهِيرُ، سَتُظْلِمُ الشَّمْسُ، وَيَتَحَوَّلُ الْقَمَرُ إِلَى لَوْنِ الدَّمِ.
تنتقل الآيات بعد ذلك لذكر العجائب و العلامات الكبرى قبل أن يأتي يوم الرب


فتبدأ بذكر الدم و النار و هذه من العلامات التي ستكون على الأرض وهي إشارة إلى هارمجيدون الحرب المدمرة الحارقة التي ستستخدم فيها نيران اسلحة الدمار الشامل و تسفك فيها الكثير من الدماء ، أو هي اشارة إلى كثرة الحروب في آخر الزمان بشكل عام ، وهذا لا خلاف عليه أيضاً عندنا
ثم ينتقل إلى ذكر علامة ستحدث في السماء و سماها بوضوح ( الدخان الكثيف ) ، و انتقل مباشرة بعدها إلى ذكر آثار هذا الدخان الكثيف الذي سيحجب ضوء الشمس و القمر
وَقَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمُ الرَّبِّ، ذلِكَ الْيَوْمُ الْعَظِيمُ الشَّهِيرُ، سَتُظْلِمُ الشَّمْسُ، وَيَتَحَوَّلُ الْقَمَرُ إِلَى لَوْنِ الدَّمِ.


البعض و لاسيما من القساوسة النصارى يؤولون الآية الأخيرة على أن فيها إشارة للتوقيت الذي سيحدث فيه الدخان وهي بعد الخسوف الدموي للقمر ، المترافق مع كسوف كلي للشمس و ربما يكون هذا الإسقاط (الإضافي) أيضا صحيحاً لكن لا أتوقع أنه سيحدث خلال رباعية الخسوفات الدموية الأربعة للقمر الحالية لأن الخسوف الدموي الرابع و الأخير من رباعية الخسوفات الدموية للقمر سيكون هذا العام في عيد العرش اليهودي و تحديداً في 28 ايلول /سبتمبر 2015 و يسبق الخسوف الرابع كسوف جزئي للشمس في عيد الصور بـ 13 ايلول و بين الخسوف الدموي الرابع للقمر و الكسوف الجزئي للشمس سيكون أيضاً يوم الغفران و هو أكثر الأعياد اليهودية قداسة و سيصادف هذا العام في 23 ايلول /سبتمبر 2015 و أظن أنه لا يشترط أن يكون الدخان مسبوقاً بخسوف دموي للقمر ، و الآية هنا مجرد وصف للآثار التي سيحدثها الدخان على ضوء الشمس و نور القمر  أو قد يحدث خسوف دموي للقمر في الربيع او الخريف من السنوات القادمة - والله أعلم - لكنه ليس ضمن رباعية الخسوفات الدموية التي لن تتكرر قريباً


إذن هكذا سيحدث الدخان المذكور بشكل واضح و مبين في القرآن و الأحاديث الصحيحة و الآثار ، وكذلك في التوراة و الإنجيل فماذا سيحدث بعد الدخان ؟
و كيف سيصير شكل قارات الأرض و العالم ، و ما هي المرحلة الجديدة في عمر الأمة التي سندخلها بعد الدخان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

Page